شعر وأدب
“أنينٌ يرفضُ البوح” بقلم ولاء شهاب

قد يضيقُ الصدرُ من كثرةِ الحروفِ والكلمات،
لكننا نؤثرُ الكتمانَ على البوح…
وقد يفيضُ القلبُ من الحزنِ الذي يعجزُ عنهُ اللسان،
لكننا نختارُ الصمت.
نحتملُ نزفَ جراحِنا من الأعماق،
من ثقلِ الكلامِ الرافضِ للبوح،
ونقبلُ بالسكوتِ على ما لا يُقال.
فحين نختارُ الصمت،
فذلك ليس فراغًا ولا تهاونًا،
بل هو نتاجُ أفعالٍ كثيرةٍ تأذينا منها مرارًا،
وبُحّت أصواتُنا من شكوى
لم تلقَ سوى التجاهل،
واللامبالاة،
والخذلان.
فلم يُصغِ إلينا أحد،
ولم يشعر بنا أحد…
ولم يُنصفْنا سوى صمتُنا.
فأصبح الصمتُ هو الملاذَ الآمن،
الملجأ الذي نلجأ إليه
ليداوي جراحًا عجزَ أن يبرأها الكلام.
الصمتُ… ليس جسدًا فارغًا،
إنه ممتلئٌ بالعزم،
بالكرامة، بعزّةِ النفس،
وبذاتٍ تعرفُ قدرها .
هو قوّةٌ جبّارةٌ
نبتت من ضَعفٍ مميت.
“الصمت… هو الكلمة الأخيرة التي تُكتب في آخر السطر،
ثم تأتي بعدها نقطة،ومن أوّل السطر… تبدأ حكاية أخرى ولكن بصمت..”
فسلامًا…
سلامٌ على من أدركَ أن الكلام لا يغيّر شيئًا،
فمضى بجرحهِ بعيدًا،
وآثَرَ السكوتَ والكتمان…
ولاء شهاب