قَصْرٌ عَلَى الرِّمَالِ.. بقلم ولاء شهاب

حين تسقُط الأقنعة،وتتبدّل الوجوه، وتزول الغشاوة عن العَين،
فقط حينها… ندرك حجمَ الخديعة التي تعرّضنا لها،
ونستشعر آثارَ ما ألمَّ بنا من نكبات.
قد نصطدم بالواقع المُخزِي بعد أحلامٍ عشناها،
وتمنّينا لو تُصبح حقيقةً نُمسك بها ونحياها…
لكنها الدنيا، لا تمنحُنا إلا ما تُريده هي،
لا ما نتمناه نحن.
ما أقساها!
ترمينا دون رحمة،
ودون أدنى اكتراثٍ لموضع الإصابة…
قد تُصيب العقلَ، فيَغيب،
أو العينَ، فتَكفّ عن البصر من فَيْض الدموع،
أو القلبَ، فيتوقّف عن النبض، ثم يخبو… ويموت تدريجيًّا.
وقد تُصيب الروحَ… فتكسِرها،
وذاك – لو تعلمون – أَشدُّ وأعظم.
فكسرُ الروح ليس ككسر العِظام،
كسرُ الروح لا يُجبر… ولو بعد حين.
ثم يأتي دورُ النفس،
ونحن من نتولي الدور في عقابها نيابة عن الدنيا،
فنُحاكم أنفسنا دون رحمة.
نجلدها، ونُقيم عليها الحدَّ،
نحاسبها على ذنوبٍ لم تكن تُدرِكها،
ونسائلها على خيباتٍ لم تكن وحدها من صنعها…
نجلدها بصمتٍ داخليٍّ لا يُرى،
لكنه يترك في الروح ندوبًا لا تندمل ،
حتى تفقد الإحساس، وتصبح مجرد ظلٍّ باهتٍ لإنسان…
وفي النهاية،
لا يبقَى لنا سوى الحسرةِ والندم،
وأن يظلَّ لسانُ حالنا يُردِّد:
“ليتنا ما سلكنا دروبًا لم نعرفها،
ليتنا آثرنا الصّمت… وراحة السكون.”
ليتنا… نعود إلى حيث بدأنا…
ليتنا ما مشينا بأقدام الأمل فوق رمال الوهم…
ولاء شهاب