شعر وأدب
كان لدي عصفور.. بقلم ريهام مكاوي

كان لدي عصفور ، اعتاد التحليق بعيدًا بعيدًا نحو النور.
كان به من ضياء، وحسن طلة وصفاء.
كان رقيقًا كالماء، كان جميلًا كبياض السماء.
كان مسالمًا كالزهور، وكان حنونًا مثل العطور في رقة انسايبها ورائحتها، تداعب وجهك وجسدك وتذهب بك إلى عالم آخر.
عالم من النقاء والصفاء ، عالم من الأحلام الوردية ، بعيدًا عن عبث الدنيا وسوادها وسواد قلوب أهلها .
حاول كثيرًا الاندماج في هذه الحياة، وأن يكون له أنياب لكنه مثل الزهرة البرية لا تستقر عند باب.
حتى في شراسته كان حنونًا، حتى في غضبه كان مسالمًا .
لم يكن يليق عليه كل هذه الشراسة، فسرعان ما عاد إلى طبيعته.
فارق هذه الحياة الفانية، إلى الآخرة الباقية .
لا أتذكره إلا ويتمزق قلبي، لا يمر بخيالي إلا ويحرق فؤادي .
استودعتك الله يا صديقي، فأنت كنت خير الصديق.
لم أجد مثلك أوفى رفيق ، كنت لقلبي مثل شاطيء النجاة.
ولكن غدر بك الجناة، لم تسلم يومًا من أذى البشر وسوادهم .
حينما أردت أن تحلق نحو الحياة، ارقد بسلام يا صاحبي.
فلا بأس عليك اليوم ولا حزن، ولكت تركت ورائك قلبًا يتمزق على فراقك .
يرجو أن يراك في العالم الآخر قريبًا .
فما عاد لهذه الدنيا طعم ولا سبيل .
إلى اللقاء يا صديقي.
يا حبة القلب ونور الفؤاد ، أرجو أن يكون بيننا قريبُا معاد.