قداس من أجل السلام يوحّد القلوب في مونتريال

بقلم الإعلامية نور صبحي – كندا
في أجواء مفعمة بالإيمان والرجاء، احتضنت بازيليك القديس يوسف في مونتريال قداسًا مميزًا من أجل السلام في الشرق الأوسط والعالم، بدعوة من رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان لابين، وبمشاركة السفير البابوي في كندا المونسنيور إيفان يوركوفيتش، وعدد من رؤساء الكنائس الشرقية في كندا.
جاء هذا القداس كرسالة تضامن ومحبة من المؤمنين في كندا تجاه شعوب الشرق الأوسط التي لا تزال ترزح تحت وطأة الحروب والعنف، مجسّدًا وحدة الإيمان رغم تنوّع الطقوس والجذور الكنسية. فقد شاركت في الصلاة كنائس الموارنة، والملكيين، والسريان، والأرمن، والأقباط، لتشكّل معًا فسيفساء روحية تعبّر عن الأمل المشترك بالسلام.
رسالة المطران لابين: “سلام يولد من القلب”
في عظته المؤثرة، أشار المطران كريستيان لابين إلى أن “يسوع لا يزال حاضرًا في الأرض المقدسة رغم الألم والمعاناة، وهو يقول لنا اليوم كما قال لتلاميذه: السلام معكم.”
وأضاف أن السلام الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان، حين يختار المحبة بدل الكراهية، والمغفرة بدل الانتقام، مؤكدًا أن على كل مسيحي أن يكون شاهدًا للسلام والرجاء في عالمٍ يفتقر إلى العدالة والرحمة.
صلاة من أجل الشرق الجريح
ارتفعت الصلوات خلال القداس بلغات متعددة من أجل فلسطين، وإسرائيل، وسوريا، ولبنان، ومن أجل جميع الأبرياء الذين يدفعون ثمن العنف والكراهية.
كما خُصّت كندا بصلوات شكر على كونها أرضًا احتضنت أبناء الشرق بمحبة، فأتاحت لهم مواصلة رسالتهم الإيمانية والإنسانية في وطن جديد يؤمن بالتعايش والسلام.
السلام… عهد ومسيرة
في ختام الاحتفال، دعا السفير البابوي المونسنيور يوركوفيتش إلى أن يحمل كل مؤمن راية السلام في حياته اليومية، مؤكدًا أن السلام لا يُصنع بالشعارات، بل بالأفعال الصادقة وبالإيمان العميق بأن المحبة أقوى من العنف.
وختم بالقول: “السلام ليس حلمًا بعيد المنال، بل هو طريق نسلكه كل يوم، حين نؤمن أن نور المسيح يبقى مشعًّا حتى في ظلمة الحروب.”