فن

“المسرح من أجل التغيير”: رؤى أكاديمية عربية في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي

تابع صموئيل نبيل أديب

انطلاقًا من دوره في تشكيل الوعي والتفاعل مع قضايا العصر، يستضيف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي جلسة فكرية بعنوان “المسرح والتنمية المستدامة”. تهدف الجلسة، التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان في يومه الثاني، إلى استعراض رؤى أكاديمية عربية حول العلاقة بين الفن المسرحي والتغيير المجتمعي، وتأثيره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

الجلسة التي أدارها الدكتور محمد عبد الله البرنس، أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة المنيا، شهدت مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين، وهم: الدكتور يوسف هاشم عباس من العراق، والدكتورة زينب لوت من الجزائر، والناقد مجدي محفوظ من مصر.

أبرز المحاور التي تناولتها الجلسة:
1. المسرح أداة للتنمية: أكد الدكتور محمد عبد الله البرنس أن المسرح ليس مجرد فن ترفيهي، بل هو أداة فاعلة للتنمية الشاملة. وأوضح أن المسرح قادر على دمج العوامل البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، مما يجعله وسيلة حيوية لتحقيق التنمية المستدامة.

2. المسرح التشاركي وتمكين الجمهور:
شدد الدكتور يوسف هاشم عباس على أهمية المسرح التشاركي كأداة للتمكين وإيجاد الحلول المجتمعية. وأوضح أن هذا النمط من المسرح يحوّل المتلقي من حالة السلبية إلى المشاركة الفعالة، مما يتيح للأفراد المهمشين الفرصة للتعبير عن أنفسهم. واستشهد بمسرحية “دخان” للمخرج جواد الأسدي التي جعلت من الجمهور جزءًا أصيلًا من العرض.

3. المسرح بين الأصالة والحداثة:
سلطت الدكتورة زينب لوت الضوء على الطبيعة الديناميكية للمسرح، وقدرته على استيعاب مختلف الأساليب الفنية، من التراث الصوفي إلى المسرح الرقمي. وتناولت أهمية المسرح البيئي الذي يوظف عناصر الطبيعة ويعتمد على إعادة التدوير، مؤكدة أن المسرح استثمار في الإنسان والمستقبل وليس مجرد ترف ثقافي.

4. عودة للتراث: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي:
استعرض الناقد مجدي محفوظ نموذج مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي كأحد أبرز ملامح ما بعد العولمة. وأشار إلى أن هذا المهرجان يمثل عودة للتراث وإحياءً لفنون الصحراء العربية التي كادت أن تندثر. وذكر أن المهرجان يقدم نماذج فنية متجذرة في التاريخ العربي، مثل مسرحية “عنترة”، مما يؤكد أن المسرح يظل قادرًا على التفاعل مع قضايا الحاضر واستلهام رؤى للمستقبل.

اختتمت الجلسة بالتأكيد على أن المسرح العربي قادر على استيعاب التغيرات العالمية وتقديم حلول إبداعية للقضايا المعاصرة، مع الحفاظ على هويته الثقافية الفريدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى