دين

أشكر أحزانك فإنها درس يعلمك معنى الحياة

بقلم/ إنچى علام

في أشياء وأحداث ومشاعري أنت مدين لها بالشكر على رأسها أحزانك فهي الجند الأول الذي يحررنا من التقديس الزائد للأشخاص والأشياء.

* التحرر من تقديس الحياة
قال تعالى( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَام ) ،
نحن أمه تحب الحياه لكنها توقن أن كل من عليها فان ، من الدروس الغاليه جدا اننا نتعلم ونوقن ان لا يوجد شيء باقي والتشبث الشديد بالدنيا هو احد اسرار الإضراب فإن كل ما تقتني شيئاً تصيبك فرحه عارمه ، وكل ما تفقد شيئاً يصيبك حزن شديده ، لا تجعل نفسك مثل الطفل يفرح بشده بشيء أعطى له ويغضب ويبكي بشده بفقد شيء اخذ منه ، فهذه طفوله فاقده للنضج.

* اجعل نفسك متوازن
لا تفرح لشيء حصلت عليه لأنك في الدنيا وأنها زائله ولا تحزن لفقر شيء لأن كل شيء بيعدي ، ولا يبقى الا الله فتأتي الأحزان وهي جند من جنود الله لتؤكد لك أن المال يأتي ويذهب والبشر ممكن يتغيرون ويرحلون وقلوبهم تقسى ، والمنصب أول يوم احتفال وفرحه وآخر يوم زعل وحزن فلا تتعلق بشيء سوى الله.

* الدرس من الأحزان أنك لا تتعلق الا بالباقي الذي لا يتغير ولا يتبدل سبحانه وتعالى ولا يتوقف عن العطاء ولا يمل من الدعاء ولا يخيب فيه الرجاء ، كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى ، والفضل أنك تتعلم من هذا التعلق الكامل بالله وهذا بفضل الأحزان.

* تأتي الأحزان لكي تنزع من الانسان الهلع الدائم
يعني المشاعر المبالغ فيها غير الناضجه التي تسيطر على الإنسان والحل في القرآن لكي الأحزان لا تكسرك، قال تعالى( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ۝ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).

* اشكر أحزانك لأنها علمتك معنى التعلق بالله
قال تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ۝ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ۝ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ، فعليك بدوام الصلاه التواصل مع الله سبحانه وتعالى لأن الحياه تكمل لأن الله معك ، فلا يفزعك فقدان أحد او خساره شيء ، وأيضاً دوام الإنفاق ، والأموال ليست مال فقط ولكن كل ما مالت إليه النفس ، أي شيء تحبه أنفق منه وتعود تستغنى عنه أو عن جزء منه ، لكي يكون دائماً قرارك في يديك، وأنك تملك ولا تُملك وإذا فقدت شيئاً فأنت متعود على الفقد بأرادتك.

اشكر أحزانك التي علمتك كل هذا أن التعلق الكامل لا يكون الا بالله الباقي سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى