شعر وأدب

“طوق الحياة” بقلم الأستاذة سمية شرحبيل

و ينفرط الطوق من جيد الحياة

لتترامى فصوصه كحبات العمر الكسير ،

كحبات البرد في ليل مطير.

تذوب و تميع، تغدو كالرجيع.

كلما لامست إحداها الحمأ المقيمَ

في محفل بهيمٍ كالجِرم السقيم.

ينساب عليل ذليل متهالك تائه عن السبيل.

منهك متوجس،لا يدرك كنه المصير

أو حد المسير.

يتطلع لأفق غائر غابر،يرنو إليه بإجلال ،

يتمادى في الترقب و انتظار المُحال.

يذوي للحظات ثم يهوي ليرتطم بالأديم.

بلب كليم ،يقف مغبونا مأفونا يتهادى في إذلال.

يتحسس حناياه الزاخرة بالوله و الولع.

الطافحة بالوجع و الجزعِ جراء الاحتكاك.

يصاب بالإنهاك،يشد على هامته بارتباك،

يغدق عليها بالإتيانِ،يرمس لها بامتنانٍ،يدفعها للنسيان،

بيد أنها، تتمادى في العصيان.

يغير مسار التيه نحو ناصية الأيام،يَعَضُّ على جوانبها،

محاولا المكوث و الثبوت على جنبات الأعوام.

يَخُطُّ بأنامله حروفا متقطعة متصدعة،

كأنها خيالاتٌ من أحلامٍ و أوهامٍ،

أو حكايا من ركام.

لهاماتٍ و قاماتٍ مُتَّشِحةٍ بأعبية الهوام.

تتراءى كأنها ظلال و أطلالٌ،

قَصَمها سخف الأنامِ و سخط العوام و ضراوة الأقوام.

يعجز عن الخلودِ،يَهِنُ عن الدوام.

ينغمس في الإخفاقِ تغلبه الأشواقُ،يغلفه الاشتياق،

يحيد عن المساقِ،

فيتردى في شرك المراد و درك الانسياق.

يبتغي الانعتاق َ،

يرتجي الانطلاقَ في مباهج الآفاق.

يستند على جدار الأملْ،فيهفو و يغفو

ليصحو بين أرحية الأجل.

يتقدم في وجل،

تنصرف الكلمات و تنصرم في عجل،

ليغرق في بحر الشتاتِ و يؤولَ إلى فتاتٍ،

إلى رفاتٍ،

إلى أشياءٍ و أشلاءٍ طالها الفَوات،

و بَسُرَ بها الممات.

أعمارنا بضعُ فصوص من خيط رفيع.

في كل يوم،ينفرط فص من الفصوص الى أن يصل الحد منتهاه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى