شعر وأدب
الأيام..!!

بقلم ياسر سعيد
صحفي بالأهرام
من أجمل و أدق صفات الشخص المتزن المستقر الهاديء إدراكه نعمة حركة الايام، يعرف تماماً الايام عندما تكون له، وتلك الأخري التي يمكن أن تكون عليه..
و هو في كل منهما مطالب بالسعي الدائم..
أما الأيام التي عليه فيسعي بيقين راسخ لا يهتز أبداً بإن من خلف سعيه ربٌ عظيم قادر، يدبر أمره.. يجهز من أجله فرحاً غامراً به سوف يسمو و يعلو، شيئاً ما لم يخطر له علي بال، فقط هذه الأيام تحضيراً له ليحافظ علي هبة الله التي وهبها، عطاء المانح الوهاب..!
يدرك المرء في هذه الأيام أن يد الله تعمل في الخفاء ترتب وتعد وتقرر الوقت تلو الوقت بإحكام إلهي نادر..!!!
هل وقف بباب الله أحد وعاد مخذولاً مردوداً خائباً.. ؟!
قطعاً لم يحدث ذلك..
و أما تلك الأيام التي للمرء فحِملها أكبر و عبئها أثقل والحاجة فيها للحكمة أغزر بمراحل من تلك الأيام الضد..!
في مثل هذه الفترات علي الفرد أن يشبع تماما ويرتوي من دفء لحظاتها، ينتزع منها لنفسه ذاكرة آمنة.. شعوراً بالمجد والسَعة والسَعادة، أرصدة تتراكم للتشافي والتعافي حين ينقلب الوضع و يتبدل الحال..
يمنحنا الله عز وجل هنا سيفاً لإمكانية العبور في وهج وضوء وبريق لمعانه، يبقي في غمده لوقت الحاجة.. أملاً و سلاحاً فاعلاً لأوان العجز قبيل الشدة أو حتي عندما يحين الرحيل..
العاقل منا – و عن تجربة شخصية – هو من يتقن التعامل و فن العلاقة مع الزمن، تدللنا مواسم اللطف تارة.. وتارة أخري ترهقنا مواطن القلق..
إنها الحياة، و نحن..!!