من القلب.. “فلسفة الحياة بين التجربة والفشل” بقلم د/ مها علي دليور

الحياة قاسية و ليست عادلة و هكذا الأيام صعود وهبوط ولكن هناك من يقول أن الحياة حلوة و الحياة قصيرة لابد أن نستمتع بها، فهناك تناقض بين الشعورين و قد يكون نابعين من شخص واحد فلماذا هذا التناقض؟ و لماذا يتغير حكمنا على الحياة مع كل موقف؟ ومتى يعلو شعور ما عن آخر ؟ ولماذا لا يوجد اتزان في التعامل مع الأمور؟
حياتنا مليئة بالتجارب مما يجعلنا نتأرجح بين المشاعر على حسب نجاح تجربة عن أخرى.
ولتجنب ذلك دعنا نبتعد قليلا عن كوننا ضحية تجارب حياتية ونتأمل من منظور آخر؛ اعتبر نفسك عالم في أحد المختبرات تقوم بمجموعة من التجارب و تحصد الاستنتاجات، فلو فشلت في تجربة ما، فهل ستلعن المعمل و توبخه، وتلوم نفسك وتنطوي وتنعزل عن باقي الأفراد بالمعمل وسيقوم رفقاءك في المعمل بإلقاء اللوم عليك أو الاستهزاء بك لمجرد فشل التجربة، بالطبع لا؛ بل ستعيد التجربة أكثر من مرة وفي كل مرة ستدون الاستنتاجات بكل صبر حتى تحصل على النتيجة السليمة وقد يعينك زملاءك بكل شغف بأفكار تسهل عليك إعادة التجربة، أليس كذلك؟
وباعتبار أن المعمل هو الحياة؛ فيكون اتباع هذا
السلوك يجعل وصفنا لها أكثر حيادية، وبالتالي سيعكس مرونة تقبلنا للأمور و المحيط الذي نعيش فيه؛ و شركاءك في الحياة يعكسون نظرتك لها فلا تتسرع في اختيارهم.
وفي النهاية؛ كن سندا لنفسك على خوض هذه الحياة فما هي إلا حياة واحدة و ما هو إلا قدر مكتوب.
د/ مها علي دليور