مقالات

خداع أنثى الأربعينات.. بقلم علياء حلمي

لم يكن عاديا أبدا أن يحدث شيء كهذا بعد رجوع منير من النكسة إلى القاهرة ووجد أهله جميعهم ماتوا وقد حدثت له صدمة وجلس فى المستشفى شهورا وكانت هناك ممرضة تعالجه في الأربعينات من العمر وقد تعلق بها جدا وبعد خروجه من المستشفى لم يفارقا بعضهما ابدا حتى تزوجا وتركت عملها وأقنعته بأن يترك عمله ويستثمر كل مدخراته في مشروع تجاري كبير. وبالرغم من أنه لايحب المغامرة فقد وافق في النهاية حبا لها وأقنعته بالإشراف على المشروع بنفسها.

ولكن بعد بضعة أشهر فقط، اكتشف الزوج أن زوجته قد استولت على كل المال وأختفت بدون ترك أي أثر. فقد اتضح فيما بعد أنها كانت تدير مشروعا وهميا وأن المال أنفق على أغراض شخصية لزواج سابق لها وأكتشف بمفاجآت عديدة .

لا يوجد شيء يزعج “منير” أكثر من الأنانية. ولكن الأخبار التي وصلته أدخلته في نوبة من الغضب والحزن. وجلس في غرفته الصغيرة، وتذكرا حبه وكلامها فى المستشفى و إنه لم يستطع ولا تخيل أن يتعرض لنوع من أنواع الخداع كهذا، وخصوصا من قبل شريك الحياة الذي كان يحبها ويثق بها وبينهما طفل رضيع .

وكان منير قد تخصص في الدراسة والبحث وبذل كل جهده فى الأبحاث حتى حصل على الدكتوراة وفي هذه الخدعة الوحشية، يشعر بأنه خضع لاختبار حقيقي للمسؤولية والإنسانية.

ولكن الحياة لم تتوقف عند ذلك الحدث الأليم. فقد وصل الحزن إلى حد اليأس عندما توفي ابنه في الشهور الأولى من العمر وزوجته أخفت عليه خبر الموت بعد أن تعرض لنزلة برد حادةبسبب إهمالها وكان بإمكانه الشعور بالضعف واليأس والتشاؤم ، لكنه تمكن من الإقلاع عن كل هذه المشاعر السلبية وقرر العودة إلى الحياة ومواجهة ما يهمه بجدية وايجابيةوخاصة إنه علم عن زوجته إنه ليس الضحية الوحيدة بل هناك ضحايا كثيرون .

وبعد أعوام من الأحداث ، قرر منير الزواج مرة أخرى، ولكن هذه المرة، وعد نفسه بأن يختار شريك حياته بحذر شديد ويعتني بالعلاقة الجديدة. ولم تكن هناك آثار من الغضب أو الإحباط في نفسه، بل صبر وثبات وتصميم على العثور على حياة جديدة يستحق العيش فيها بكل سعادة ورضا.

فالزواج، برأي منير، ليس مجرد اقتران بين شخصين، ولكنه تعاون لتحقيق أهداف مشتركة وبناء حياة سويّة. ولكنه يعلم الآن أيضا أن الثقة والصدق والتفاهم والتعاون هي المفاتيح الرئيسية لنجاح العلاقة الزوجية الناجحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى