كيف تغلق كتابك ؟ بقلم علياء حلمي

يحكى أن هناك جدة وأحفادها كانت تتميز بالحكمة وكانت تقرأ عيون أحفادها من كلامهم ، دخلت الجدة يوما إلى غرفة أحفادها فوجدت ورقا مبعثرا على الأرض ووجدت لعبًا كثيرة منظمة على الأرفف ووجدت مكعبات على الأريكة ووجدت خطوطا بأقلام ملونة على الحائط فأندهشت وأثارت جدلا عما يحدث فى الغرفة والغريب إنها وجدت طفلا واحدا من أحفادها فى الغرفة فسألته عن كل هذا وماسببه ؛ فلن يرد الطفل كلمة فأخذته خارج الغرفة وطلبت من باقى الأحفاد وجودهم فجاءوا وتحلقوا حولها وسألتهم عن الغرفة ؛ فنظروا لها كأنهم لم يفعلوا شيئا وطرحت على كل حفيد سؤال عن هواياته فبدأت تقص لهم حكاية دجاجة تخرج يوما وتترك كتاكيتها وتغلق عليهم بالمفتاح لتأتى بالطعام فخرجت يوما ونسيت المفتاح فخرج كتكوتا صغيرا من البيت وكان فرحا بكل مافى الخارج حتى جاء الليل عليه ولن يعود وكان تائها فخرجت الدجاجة والكتاكيت تبحث عنه فوجدته تحت شجرة خائفا وعندما لمحها ركض إليها وبكى وفى نهاية سرد الجدة أشارت إلى البيت فأندهشوا الأحفاد ماعلاقة البيت والكتاكيت والأسئلة التى طرحتها قبل الحكاية فبدا إعجابها تعليق الطفل الذى وجدته فى الغرفة لوحده وكان تعليقه هو الحرية ومن هنا عقبت الجدة على كل ماحدث فى الغرفة وأهمية الحب بين الأحفاد فى حياتهم وأن الحرية لها حدود دون ضرر للأخرين وأن مفهوم الحرية يختلف من فكر لفكر ولكن فى النهاية الهدف هو مسئولية كل إنسان تجاه امتلاكه للشئ دون ضرر للأخر أو التعدى عليه وإذا كانت الحكمة بينهم لن يفكر الأخر على الخروج والبحث عن الانتماء فى مكان آخر . وهذا ماقصدته من المخزى إن الكتاب سيغلق إذا قُرأ وفُهم محتواه فإن الحب والانتماء والاتحاد والحكمة يجعل حبك للمكان الصغير قصرا منيرا فلاتجعل هذا المكان به قيودا حتى يكون منيرا للجميع .