أثيوبيا تعلن إستيائها من قرار جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة

متابعة: سهير المهدي
أعلنت وزارة الخارجية الأثيوبية فى بيان لها عن إستيائها من “قرار” المجلس التنفيذي لجامعة الدول العربية بشأن سد النهضة الأثيوبي الكبير الصادر في 15 يونيو 2021 عقب إجتماعه في الدوحة، قطر.
وقالت :أثيوبيا ترفض “القرار” برمته، في الواقع هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها جامعة الدول العربية بيانًا بشأن مواقفها المضللة من سد النهضة. نتيجة لدعمها الفاضح للإدعاءات الباطلة لمصر والسودان بشأن سد النهضة، أهدرت جامعة الدول العربية بالفعل فرصتها للعب دور بناء. يجب أن يكون واضحًا تمامًا أن مثل هذه المحاولات غير المجدية لتدويل وتسييس سد النهضة لن تؤدي إلى تعاون إقليمي مستدام في إستخدام وإدارة نهر النيل.
كما يجب أن تعلم جامعة الدول العربية أن إستغلال مياه النيل هو أيضًا أمر وجودي بالنسبة لأثيوبيا. إنه يتعلق بإخراج الملايين من سكانها من الفقر المدقع وتلبية إحتياجاتهم من الطاقة والمياه والأمن الغذائي، وعليه تمارس أثيوبيا حقها المشروع في إستخدام مواردها المائية مع الإحترام الكامل لقوانين المياه الدولية ومبدأ عدم التسبب في ضرر كبير. تعتقد أثيوبيا إعتقادًا راسخًا أنه فقط من خلال التعاون والحوار يمكن تحقيق الأمن المائي لأي من دول حوض النيل. النيل مورد مشترك وليس ملكية حصرية لمصر والسودان. وهذا هو السبب في أنه من المحير أن جامعة الدول العربية تركز بشكل خاص على الأمن المائي لدولتي المصب في تجاهل تام لمصالح بقية الدول المشاطئة للنهر، والتي هي منابع النهر. لا يوجد مثال أفضل من هذا لإثبات نهج المنظمة غير المفيد والمضلل تجاه قضية النيل.
وأضاف البيان: منذ البداية، بذلت أثيوبيا كل ما في وسعها لإستيعاب مخاوف دولتي المصب بحسن نية على أمل الدخول في حقبة جديدة من التعاون بين دول حوض النيل. إلا إن تعنت كل من مصر والسودان هو الذي جعل من الصعب للغاية إحراز أي تقدم ذي مغزى في المفاوضات الثلاثية. أثناء المفاوضات التي قادتها جنوب إفريقيا، كانت مصر والسودان هي التي عطلت المفاوضات سبع مرات.
وأنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية الكونغو الديمقراطية لتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات الثلاثية في الاجتماع الذي عقد في كينشاسا في الفترة من 3-5 أبريل 2021 ، فقد تعمد البلدان تقويض إمكانية الإتفاق على خارطة طريق لمواصلة المفاوضات. وافقت أثيوبيا على سبعة من الإقتراحات التسعة الواردة في مسودة البيان التي أعدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما رفضت مصر والسودان الأجزاء الموضوعية من البيان. وعمل البلدان في تناسق لضمان فشل إجتماع كينشاسا من خلال إثارة قضايا إجرائية غير ذات صلة. لذلك، من المؤسف أن جامعة الدول العربية قررت إتخاذ موقف بشأن المفاوضات التي يقودها الإتحاد الأفريقي دون التحقق من الحقائق.
كما يبدو أن جامعة الدول العربية غافلة عن حقيقة أن المفاوضات الثلاثية بين أثيوبيا ومصر والسودان تسترشد بإعلان المبادئ (DoP)، الذي وقع عليه قادة الدول الثلاث في عام 2015. وملء سد النهضة سيتم وفقًا للخطة وفقًا لإعلان المبادئ وتوصية المجموعة البحثية المكونة من خبراء من الدول الثلاث. ومن ثم، فإن أثيوبيا ترفض رفضًا قاطعًا المحاولة الفاشلة من قبل جامعة الدول العربية لإملاء شروط تتعلق بملء سد النهضة. كمنظمة إقليمية، كان من المناسب فقط لجامعة الدول العربية أن تشجع الأطراف الثلاثة على التوصل إلى حل يربح فيه الجميع بدلاً من موقفها غير المفيد والمتحيز وغير المعقول.
وأشارت الخارجية الأثيوبية إلى أن الأمر الأكثر إحباطًا هو محاولة مصر والسودان تسييس مفاوضات سد النهضة بلا داع ومحاولة جعلها قضية عربية. وهذا يدل بوضوح على افتقارهم إلى الإخلاص للعملية الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي.
وذكرت أن سد النهضة هو قضية أفريقية تحتاج إلى حل أفريقي. لا يمكن حل الخلاف بين أثيوبيا ومصر والسودان إلا من خلال التفاوض بحسن نية والتسوية بروح إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية. ولهذا السبب على وجه التحديد، أحال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المسألة إلى الإتحاد الأفريقي.
لذلك، ينبغي لجامعة الدول العربية أن تكف عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات غير المفيدة التي لن تؤدي إلا إلى إستعداد العلاقات بين الدول الثلاث وتقويض المفاوضات الثلاثية. وبدلاً من ذلك، ينبغي أن تشجع مصر والسودان على الدخول في مفاوضات بحسن نية لإيجاد حل مربح للجميع وتقديم دعمها الكامل للعملية الجارية التي يقودها الإتحاد الأفريقي في هذا الصدد. مرة أخرى، تؤكد إثيوبيا من جديد التزامها بإعلان المبادئ وتظل منخرطة بشكل كامل في عملية المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى نتيجة مفيدة للأطراف بشأن قضية سد النهضة.