المودة والرحمة بين المسلم والمسيحي

المنوفية – منار فريد
العلاقات الإنسانية في المجتمعات كلها أمر مهم، ولعلّها أساس من أساس بناء المجتمع، ولهذه العلاقات دعامات راسخة تضرب جذورها في الأعماق حتى تحافظ على متانة العلاقات الاجتماعية، ولعل أبرز الأركان وأهمها في تمتين أواصر الإخاء والصداقة بين الأفراد في المجتمعات هي: المحبة والتسامح وما فيهما من ود وصفاء في القلوب، ونقاء في الأفكار والتعامل.
لقد قام الساده الأفاضل الأستاذ نبيل هدهود رئيس رقابة التموين بمدينة ومركز منوف
الدكتورة إكرام الملاح مفتش رقابة التموين وحماية المستهلك المهندس محمد حلمی شقره مفتش رقابة التموين وحماية المستهلك الصحافية منار فريد من جريدة الأهرام
بزياره كنيسة (مارجرجس بمنوف) وكان في استقبالهم
القمص تيموثاوس القمص صموئيل والقس سارافيم نيروز والقس تادرس فؤاد
وأبونا تادرس الصعيدي.
وقد أبدي الاستاذ (نبيل هدهود) سعادته وشكره لحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة وما أظهرته الزيارة من الحب والترابط الذي تتجلى مظاهره وقت الشدائد متمنيا لقداستهم دوام الصحة ولمصر دوام الرفعة.
وأكد القمص تيموثاوس والقس سيرافيم والقس تادرس قائلين: “أخى المسلم أحبك لأننا خلقنا من الله الواحد، فأصل وجودنا فى هذا العالم واحد وروحنا مرجعها إلى واحد وطبيعة تكوين جسدنا البشرى واحد وطريق دخولنا إلى العالم بولادة واحد وخروجنا منه بالموت واحد ونحن فى النهاية للواحد الذى أوجدنا، أحبك لأنى أؤمن بالله الواحد الذى لا شريك له، لأنه لا معنى لإيمانى وتوحيدى بدون أن أحبك.
المحبة التي تنبع من القلب لا بد أن تترجمها العيون، وتفصح عنها الكلمات، وتعبّر عنها التصرفات والتعامل مع الطرف الآخر، لا بد من التوضيح أن المحبة ليست فقط للعشاق، إنما هي لكل الناس، فالطفل يحتاج المحبة في تربيته، والكبير يحتاج المحبة من أولاده، وكل فرد في هذه الحياة لا بد له من الحب كي يرى الحياة أنقى وأصفى وأرقى، وبكل تأكيد سيؤدي هذا الحب إلى قيم أخلاقية أخرى في العلاقات الاجتماعية. المحب يتغاضى عن أخطاء المحبوب، ويتجاهل الكثير من العثرات، ويُحاول وضع المبررات والأعذار، ويلتمس له عذرًا لما قد يقرتفه من أخطاء، وهذا ما يُسمى التسامح، فالحب والتسامح يرتبطان ببعضهما ارتباط الجنين بأمه، وارتباط السحاب بالسماء، وارتباط السمك بالماء، فلا وجود للحب مع الحقد والبغضاء وتتبع الأخطاء، إذا لا يمكن لمُحبّ أن يكون منتظرًا خطأ المحبوب حتى يعاقبه على خطئه، فهذا يتنافى كل التنافي مع مفهوم المحبة الراقي والسامي. العكس بالعكس أيضًا، فلا يمكن أن تُزرع بذور التسامح، وتنبت ثمارها في قلب إنسان حاقد كاره للطرف الآخر، بل لا بد من أن يكون التسامح مرتبطًا بالحب والاحترام والود والمشاعر النبيلة البعيدة عن المصالح، والبعيدة عن إثارة الفتن والأذى والضرر
وقد أبدي حبي الشديد لوالدي الغالي القمص تيموثاوس
وأبدي له كل الأحترام والتقدير للقس سارفيم والقس تادرس.