روسيا تفتح تحقيقًا جنائيًا حول دعوة قائد “فاجنر” للعصيان العسكري

لقى مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، الضوء على تطورات الوضع داخل القوات الروسية بعد قيام يفجينى بريجوجين، قائد جماعة “فاجنر” التى تقاتل فى صفوف القوات الروسية، بإطلاق دعوة للعصيان العسكرى ضد القيادة العسكرية الروسية.
وأشار كاتب المقال بيجوتر سوير، إلى أن تلك الخطوة من جانب قائد جماعة “فاجنر” دفعت القيادة الروسية إلى فتح تحقيق جنائى وتحريك دعوى قضائية ضد بريجوجين، والذى يتهم القيادة العسكرية الروسية بقتل العديد من جنوده خلال هجوم صاروخى شنته القوات الروسية فى حربها ضد القوات الأوكرانية على حد زعمه.
وأضاف المقال أن قائد جماعة “فاجنر” توعد قيادة الجيش الروسى بالرد على قتل جنوده وأكد أنه لن يغمض له جفن حتى ينتقم ممن تسبب فى مقتل جنوده.
ويضيف المقال أن قائد جماعة فاجنر كان قد نشر مقطعًا صوتيًا يقول فيه إن قواته غادرت الأراضى الأوكرانية وأنها فى طريقها للأراضى الروسية متوجهة إلى مدينة روستوف فى جنوب البلاد.
وأوضح المقال أن القوات التى تخضع لسيطرة قائد جماعة فاجنر تبلغ نحو 25.000 مقاتلا، مشيرًا إلى أن تصريحات بيرجوجين تعد إعلان حرب حقيقية ضد خصومه داخل القيادة العسكرية الروسية.
ويشير المقال فى هذا السياق إلى تصريحات صادرة عن جهاز الأمن الروسى التى تؤكد أن موقف قائد جماعة فاجنر يشكل دعوة صريحة لتأجيج صراع بين المدنيين والعسكريين على الأراضى الروسية.
وفى الوقت نفسه، يسلط المقال الضوء على الأخبار التى نشرتها وكالة الأنباء الروسية “تاس” بما مفاده أن السلطات فى العاصمة موسكو قامت بتعزيز إجراءات الأمن حول المبانى والمنشأت الحيوية والرئيسية فى العاصمة الروسية بينما تظهر بعض الصور الملتقطة من العاصمة موسكو قيام عربات عسكرية بدوريات فى شوارع العاصمة.
ويوضح المقال، أنه فى ظل تلك الأوضاع وعلى ضوء بعض الأنباء غير المؤكدة أن قوات فاجنر تتقدم داخل الأراضى الروسية، ناشد نائب القائد العام للقوات الروسية الجنرال سيرجى سوروفيكين أفراد جماعة فاجنر بالاستمرار فى الولاء للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، محذرا فى الوقت نفسه من أن الجانب الأوكرانى يرصد التطورات فى الموقف السياسى على الصعيد الداخلى فى روسيا حتى يستغل الموقف لصالحه.
وقد ناشد الجهاز الأمنى الروسي، كما يشير المقال، مقاتلى فاجنر ألا يرتكبوا أخطاءً لا يمكن تداركها وألا يستجيبوا لدعوات قائدهم أو يقوموا بأية خطوة أو إجراء ليس فى صالح الشعب الروسى.
وفى سياق متصل، أعلنت السلطات القضائية فى روسيا أن قائد جماعة فاجنر قد يواجه جراء التهم المنسوبة إليه عقوبة بالسجن قد تتراوح ما بين 12 إلى 20 سنة.
ويشير المقال فى الختام إلى تصريحات ديمترى بيسكوف، المتحدث الرسمى باسم الرئيس الروسى، والتى يؤكد فيها أن الرئيس بوتين على دراية تامة بجميع التفاصيل الخاصة بموقف قائد جماعة فاجنر، موضحًا فى الوقت نفسه أن السلطات الروسية اتخذت جميع الإجراءات اللازمة فى هذا الصدد.